حقق فريق ليفربول انتصارا هاما على
توتنهام هوتسبير، بهدفين مقابل هدف واحد، على ملعبه أنفيلد، لينهي الجولة
العاشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز (بريمير ليغ) على قمة الجدول برصيد 28
نقطة.
ونجح الريدز في تحويل تأخره بهدف منذ الدقيقة الأولى من زمن
المباراة، إلى فوز ثمين بهدفين في الشوط الثاني، كما نجح النجم المصري محمد
صلاح في رفع رصيده إلى 50 هدفا منذ انضمامه إلى ليفربول.أحرز هاري كين هدف توتنهام الوحيد بعد 48 ثانية فقط، من كرة قوية سددها النجم الكوري الجنوبي سون هيونغ مين، لتصطدم بمدافع ليفربول ديان لوفرين، ثم القائم وترتد أمام المرمى ليسكنها كين برأسه في الشباك، ليرفع رصيده إلى ستة أهداف هذا الموسم.
وكثف ليفربول من ضغطه القوي على توتنهام، الذي تألق حارسه الأرجنتيني باولو غازانيغا، وأنقذ 12 تسديدة وضربة رأس في الشوط الأول فقط وحافظ على شباكه نظيفة.
لكن تغير الموقف في شوط الثاني وقلب ليفربول الطاولة على ضيفه، وبعد سبع دقائق فقط تمكن من إدرك التعادل بكرة قوية من الكابتن جوردان هندرسون، في الدقيقة 52، وهو أول أهدافه مع ليفربول على ملعب أنفيلد منذ عام 2015.
وفي الدقيقة 74 أحرز محمد صلاح، الهدف الثاني لأصحاب الأرض، من ركلة جزاء احتسبها الحكم بعد عرقلة السنغالي ساديو ماني في منطقة جزاء توتنهام.
وبهذا الهدف رفع صلاح رصيده إلى خمسة أهداف في الدوري هذا الموسم، وبلغت أهدافه مع ليفربول 50 هدفا في جميع المنافسات منذ انضمامه للفريق.
وخرج صلاح مصابا في الدقيقة 84، وحل محله جو غوميز.
خلال أقل من شهر، طرأ متغيران
متناقضان بشأن مستقبل تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط: فمع
بدء العملية التركية، برزت مخاوف من إمكانية هروب عناصر التنظيم المعتقلين
لدى قوات حماية الشعب الكردية، ومن ثم عودة نشاط التنظيم في شمالي سوريا.
واليوم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، أبو
بكر البغدادي، خلال عملية أمريكية في شمالي سوريا،أسفرت أيضا عن مقتل عدد
من قيادات التنظيم.ويثير هذان المتغيران الكثير من الأسئلة بشأن مستقبل هذا التنظيم وما هي الاستراتيجيات و الآليات القتالية التي سيلجأ لها بعد خسارته لقائده و "دولة خلافته"؟ و هل سيسعى التنظيم للاستفادة من معطيات العملية التركية الأخيرة في شمالي سوريا؟
الشتات الإرهابي بعد دولة الخلافة
إن أي نظرة فاحصة في طبيعة السيناريوهات المستقبلية للتنظيم لابد من أن تنطلق من النظر إلى طبيعية الهيكلية التنظيمة فيه مقارنة بالتنظيمات الجهادية الأخرى وطبيعة العناصر المنتمية إليه.ويرى عدد من الباحثين أن تنظيم الدولة الإسلامية شكل ذروة تطور غير مألوفة في نشاط الجماعات "الجهادية" العالمية، وبدت مبتكرة في العديد من خصائصها واستراتيجياتها.
ومن الباحثين المتبنين لهذا الرأي كولين كلارك، الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية، والاستاذ المساعد جامعة كارينغي ميلون الأمريكية، ومؤلف كتاب "ما بعد الخلافة: تنظيم الدولة الإسلامية والشتات الإرهابي"، الذي ينطلق في نظرته تلك من المقارنة بين استراتيجية تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.
ويرى كلارك أن واحدة من الاختلافات الأساسية بين التنظيمين "الجهاديين" أن تنظيم الدولة الإسلامية تبنى منذ بدايته هيكلا تنظيميا صارما ومنضبطا من أعلى قياداته إلى أصغر مرات
ويلمح كلارك في كتابه، مستندا إلى جدل عدد من الباحثين بشأن طبيعة المقاتلين المجندين في التنظيم ومن بينهم الباحث البلجيكي، ريك كولسيت، الذي يرى أن "الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية مجرد تحول آخر إلى شكل من أشكال السلوك المنحرف، كنوع من السلوك الذي يأتي بعد الانخراط في عصابات الشوارع وأعمال الشغب والاتجار بالمخدرات وجنوح الاحداث".
وتبرز قدرة أعضاء التنظيم على تمويل عملياتهم من ممارسة عمليات الابتزاز والنهب، مقارنة بالتصور المثالي عن المتشدد الديني "الجهادي" الذي يستند إلى تصور مثالي عن الخلافة من الماضي الإسلامي، مقابل "خلافة حديثة"، كانت تتوفر على موارد تقدر بستة مليارات دولار في ذروتها، إذ جنت من الضرائب وعمليات الابتزاز نحو 360 مليون دولار، فضلا عن نحو 500 مليون أخرى من سرقة مصارف مدينة الموصل العراقية، وما يقدر من 500 مليون دولار من تهريب النفط والغاز، فضلا عن إيرادات أخرى.
والاحتمال الثاني يتعلق بالمقاتلين الذين أطلق عليهم اسم "المرتزقة"، وهؤلاء سيبحثون عن التنظيم الأقوى في أي منطقة أخرى ويتوجهون للانضمام إليه، حتى إذا كان تنظيم القاعدة المنافس الأكبر لتنظم الدولة الإسلامية.
أما الاحتمال الثالث، فهو تشرذم مجموعة من المقاتلين في محاولتهم العودة إلى بلادهم أو أي بلد آخر يمكنهم تنفيذ عملياتهم فيه، وربما الانضمام إلى (أو تكوين) مجموعات جهادية أصغر.
مخاوف بعد العملية التركية
على الرغم من خسارة تنظيم الدولة الإسلامية لآخر معاقله في قرية باغوز بشرق سوريا في مارس/أذار 2019 الماضي، الأمر الذي اعتُبر آنذاك النهاية الرسمية لدولة الخلافة التي أعلنها البغدادي عام 2014، لكن الخبراء والمسؤولين العسكريين لم يكونوا على نفس درجة الاطمئنان، نظرا للتهديد الذي يشكله أفراد التنظيم المنتشرين حول العالم، وقدرتهم على شن هجمات جديدة.وكان من بين المشككين الجنرال جوزيف باتل، قائد المنطقة العسكرية الوسطى الأمريكية، الذي قال إنه من الضروري الاستمرار في مطاردة التنظيم بقياداته ومقاتليه وتسهيلاته وموارده وأيديولوجيته.
كما تنبأ عسكريون في وزارة الدفاع الأمريكية ببعث جديد للتنظيم خلال 6-12 شهرا إذا لم يتواصل الضغط عليه ومطاردة أفراده، إذ مازال الآلاف من مقاتليه على قيد الحياة، وليسوا جميعا في السجون، وقد أقسموا على مواصلة القتال من خلال ما وصفوه بـ "حرب استنزاف"، آملين بذلك أن يدحروا أعداءهم من خلال سلسلة من الهجمات التي يخطط لها في الخفاء.
وهناك خطران أساسيان هنا. أولهما وأهمهما في الوقت الحالي هو احتمال فرار مقاتلي التنظيم من المحتجزين في سجون قوات سوريا الديمقراطية، الذين يقدر عددهم بنحو 12,000 مقاتل، بالإضافة إلى 70,000 من ذويهم في مخيمات تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية أيضا، مثل مخيم الهول.
وهناك مخاوف متزايدة داخل أجهزة الاستخبارات الغربية بأنه في حال نجح مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في الفرار من سجون قوات سوريا الديمقراطية، فإن بعض المتشددين منهم سيعودون إلى أوروبا بطريقة ما، ويخططون لهجمات أخرى مثلما حدث في لندن وباريس وبرشلونة وأماكن أخرى.
ومع بدء العملية التركية في شمال سوريا، أشار الأكراد مرارا إلى خطر عودة التنظيم مع استهداف الجيش التركي لقواتهم.
وأصبحت الآلية الكردية لمطاردة التنظيم مهددة بسبب انشغال القوات الكردية في مقاومة الجيش التركي، خاصة مع انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا قبيل بدء العملية التركية.
وقال فرانك غاردنر، مراسل الشؤون الأمنية في بي بي سي إنه للوهلة الأولى، يمكن أن يعود عناصر تنظيم الدولة الإسلامية إلى نشاطهم، كون الجماعات الجهادية تنتعش حين تسود الفوضى والاضطرابات.
ويعزو البعض انتصار التحالف الغربي على تنظيم الدولة الإسلامية إلى تعاون القوات الكردية على الأرض، والتي وجدت نفسها مسؤولة عن حراسة آلاف السجناء من أفراد التنظيم الذين رفضت دولهم استردادهم.
- شاهد أيضا: هل يعود تنظيم الدولة الإسلامية بعد التوغل التركي في سوريا؟
وبدلا من وجود تلك الآلية، وُضع المعتقلون في سجون مكتظة، وفي ظروف أدانتها منظمات حقوق الإنسان، مع غياب أي احتمالية لمحاكمتهم.
ويمكن من هنا استنتاج أن يُحدث مقتل البغدادي اضطرابا في صفوف التنظيم لحين اختيار قيادة جديدة، أو اندماج ما تبقى منه مع تنظيم أكبر (مثل القاعدة أو الكيانات الموالية لها). أو ربما انشقاقها لتصبح مجموعات جهادية أصغر.
لكنه قد يصبح ذريعة للثأر أيضا، خاصة حال هروب المقاتلين من السجون الكردية التي عاشوا فيها ظروفا غاية في السوء، ليتعزز بذلك التنظيم عدديا ومعنويا.
ودأبت قيادات التنظيم الهاربة على الإعلان من آن إلى آخر عن عودة التنظيم إلى القتال. وفي العراق، وقبل الهجوم التركي بكثير، كانت هناك دلائل بالفعل على إمكانية إعادة تجمع التنظيم، وشن هجمات على نطاق صغير على مراكز للحكومة العراقية.
ويرى غاردنر أن النتيجة النهائية لهذا المشهد هي أنه من المحتمل أن يتزايد عدم الاستقرار في المنطقة في المستقبل، حتى تتوقف القوى المتناحرة عن التنافس، تاركة للشعوب الفرصة للحصول على شيء هي في أمس الحاجة إليه، وهو الحكم الرشيد.
النموذج العراقي
واستعان الخبراء في هذا التحليل بخبرة سابقة مع نهاية التنظيم في العراق، حيث أعلنت الحكومة العراقية في ديسمبر/كانون الأول 2017 انتصار قواتها على التنظيم واستعادة الأراضي التي سيطر عليها.به، ولم يكن يتمتع بالحرية النسبية في اتخاذ القرار للقيادات الفرعية التي كانت تميز الكثير من عمليات القاعدة.
وقد تمكن، بحسب وثائق التنظيم، من جمع نحو 43 ألف مقاتل أجنبي من 120 بلدا، ويتسم 5 في المئة منهم فقط بأنهم على معرفة متقدمة بالشريعة الإسلامية، ويوصف نحو 70 في المئة منهم بأن لهم معرفة أولية بسيطة بالتعاليم الإسلامية.
ويلمح كلارك في كتابه، مستندا إلى جدل عدد من الباحثين بشأن طبيعة المقاتلين المجندين في التنظيم ومن بينهم الباحث البلجيكي، ريك كولسيت، الذي يرى أن "الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية مجرد تحول آخر إلى شكل من أشكال السلوك المنحرف، كنوع من السلوك الذي يأتي بعد الانخراط في عصابات الشوارع وأعمال الشغب والاتجار بالمخدرات وجنوح الاحداث".
وتبرز قدرة أعضاء التنظيم على تمويل عملياتهم من ممارسة عمليات الابتزاز والنهب، مقارنة بالتصور المثالي عن المتشدد الديني "الجهادي" الذي يستند إلى تصور مثالي عن الخلافة من الماضي الإسلامي، مقابل "خلافة حديثة"، كانت تتوفر على موارد تقدر بستة مليارات دولار في ذروتها، إذ جنت من الضرائب وعمليات الابتزاز نحو 360 مليون دولار، فضلا عن نحو 500 مليون أخرى من سرقة مصارف مدينة الموصل العراقية، وما يقدر من 500 مليون دولار من تهريب النفط والغاز، فضلا عن إيرادات أخرى.